الخميس 28 يونيو 11:06
8330
تشرع الجزائر، اليوم الخميس، في ترحيل حوالي 400 مهاجر غير شرعي من النيجر إلى بلادهم بالتعاون مع الهلال الأحمر الجزائري، ومع المفوضية العليا للاجئين.
وتأتي هذه العملية بعد أن كشفت تقارير أمنية محلية أن أغلب المهاجرين هم ضحايا شبكات للاتجار بالبشر، وهو الأمر الذي كشف عنه تحقيق ميداني أنجزه تنظيم حقوقي بارز في البلاد.
وردت الجزائر، الأربعاء، رسميا على الاتهامات التي وجهت إليها من قبل وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية.
وقال رئيس خلية العمليات بوزارة الداخلية الجزائرية، حسين قسيمي، إن كل ما تروجه دوائر غربية “كاذبة وعارية عن الصحة”.
وقال المتحدث بخصوص عمليات الترحيل التي ستشرع فيها الجزائر ابتداء من اليوم، إن بلاده ستشرع في عمليات الترحيل بالاتفاق مع السلطات النيجرية.
وقال إن المرحلين سينقلون عبر حافلات إلى داخل الأراضي النيجرية بمخيم اغاديس، مشيرا بان الأطفال واللاجئين الذين يجدون أنفسهم تائهين في الصحراء هم في الغالب ضحايا تلك العصابات التي تتاجر بالبشر والتي تلقى بهم على مقربة من الحدود الجزائرية.
وكشفت تقارير أمنية محلية عن ارتفاع عدد المهاجرين غير الشرعيين المتورطين في جرائم متعددة داخل التراب الجزائري.
وحسب الأرقام التي كشفت عنها التقارير فإن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذي أصدرت ضدهم أحكام قضائية خلال الخمس سنوات الأخيرة 56 ألف مهاجر بينهم 30 ألف رعية من دولة مالي و 20 ألف من دولة النيجر و6 آلاف من جنسيات إفريقية مختلفة.
وكانت وكالة ” أسوشيتد برس ” الأمريكية ذكرت أنّ “الجزائر تخلت عن أكثر من 13 ألف شخص خلال الشهور الـ14 الماضية، وتركتهم يواجهون مصيرًا مجهولًا في الصحراء القريبة مع النيجر ومالي”.
وادعت أن من بين هؤلاء المهاجرين، الذين طردتهم الجزائر، نساء حوامل وأطفال تقطعت بهم السبل بدون طعام أو ماء وأجبروا على المشي مسافات طويلة، وأحيانًا تحت تهديد السلاح، في درجة حرارة تصل 48 درجة مئوية. وقالت الوكالة الأمريكية إن “آلاف المهاجرين من النيجر باتجاه الجزائر يقطعون مسافة 15 كيلومترًا إلى أساماكا، وهي نقطة حدودية نيجرية صحراوية مع الجزائر؛ من أجل العبور نحو أوروبا بشاحنات مكتظة أو مشيًا على الأقدام، إذ يواجهون التيه والموت عطشًا في الصحراء الحارقة”.
وأجمع حقوقيون جزائريون، أمس الأربعاء، على أن الدوافع السياسية التي تقف وراء التقارير الأمريكية اتهمت فيها السلطات الجزائرية بممارسات غير إنسانية ضد المهاجرين الأفارقة هدفها الضغط علالذي كش الجزائر والرضوخ الأوروبية.
وكشفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، إن بلادها رحلت ستة آلاف طفل وقاصر وصلوا إلى الجزائر مع عائلاتهم منذ سنوات، أغلبهم قدموا من دولتي مالي والنيجر.
ودافعت بن حبيلس بشدة على السياسية التي تنتهجها الجزائر في ترحيل اللاجئين الأفارقة، وقالت إن السلطات المشرفة على عملية الترحيل كانت حريصة على مرافقة كل مهاجر إلى حدود بلاده، مع التزامها بضمان التغطية الصحية والمعيشية لكل إفريقي خلال فترة إقامتهم في الجزائر.
وقالت إن هذه المرافقة كلفت الجزائر ميزانيات ثقيلة.
وشددت المتحدثة على أن ترحيل المهاجرين الأفارقة إلى خارج حدودها، كان بطلب من حكومات المهاجرين، واستدلت بالبيان الذي تسلمته الحكومة الجزائرية بتاريخ 2 شتنبر 2014 من نظيرتها النيجرية والذي تفسر فيه أسباب ودوافع المراسلة والمتعلقة أساسا بمساعيها لقطع الطريق على عصابات الدعارة التي كانت تستغل النساء والأطفال من المهاجرين.
وأكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، التزام الجزائر حكومة وشعبا بالتكفل الإنساني الأمثل بالأفارقة.
واستدلت بن حبيلس بالرعاية الصحية القوية للمهاجرين الذين وطأت أقدامهم الجزائر وأقاموا فيها، كما تمت متابعة ملفاتهم بطريقة مفصلة تحمل أسمائهم وجنسهم وجنسيتهم.
وأوضحت بأن 37 بالمائة من الخدمات الصحية لمستشفى مدينة تنمراست الجنوبية على حدود الجزائر مع مالي والنيجر موجهة للفارقة.
وقالت إن السلطات الأمنية تكفلت بنقل المرضي المستعصية حالاتهم إلى مستشفيات العاصمة الكبرى.
وطالب رئيس اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان السابق، فاروق قسنطيني، السلطات الجزائرية الرد بقوة على التقارير الأمريكية وقال إنها ” مغلوطة ” و ” غير مؤسسة” ضد الجزائر.
ويرى إن هدفها الاستثمار في القضايا الإنسانية من اجل ضرب استقرار وأمن الجزائر.
ونفى المتهم صحة التهم المنسوبة للسلطات الجزائري بخصوص ممارسات غير إنسانية ضدّ المهاجرين الأفارقة، مؤكدا نزاهة السياسة الجزائرية التي لم تستثمر يوما في قضية الأفارقة بل وأنفقت الكثير في سبيل الرعايا اللازمة لهؤلاء.
وقال المتحدث إن هذه التقارير هدفها الضغط على السلطان الجزائرية بسبب مواقفها حول قضية إقامة قواعد عسكرية على الساحل.
أضف تعليقك