
محمد الغياط
لا شباب عند الرياضة ولا الرياضة عند الشباب وكل في فلك يسبحون اختلطت الرؤيا وعمت الضبابية وانعدمت الاستراتيجية وغابت الحكامة واصبح السائد اليوم هو منهج التسيب والفوضي ، حين اسندت الامور الى غير اهلها واختلط الحابل بالنابل ، واصبح كل من هب ودب يقول ( انا ربكم الاعلى) وحين يسأله المواطن عن حقه يجيب : (اذهب انت وربك فقاتلا انا هنا لقاعدون)
فعلا تعود بهم الايام وتجترهم الاحداث وكم حاولوا التنصل من عادات وسلوكيات وبيروقراطية ادارية مضى عليها الزمن وهم يتشدقون بالرقمنة وتحديث الادارة والمواطنة والديمقراطية السياسية .
حينما يتحدث وزير في برنامج اذاعي مباشر عن دور وزارته ويجزم انه دورها هو( التنشيط )على الرغم ان لها اختصاصات دستورية وقانونية وادارية في مرسوم احداثها…
ان تكون منشطا ليس بالأمر السهل لان التنشيط فعل يعيد لدورة الحياة حيويتها وايقاعها ،والتنشيط الذي اعرفه نوعان:
1-التنشيط التقليدي: يمارسه الحكواتي عندنا بالاخص في جامع الفنا بمراكش فيبدع ويضحك الناس ويدخل السرور على المتفرجين ويتواصل معهم ويتبادل معهم الادوار ويبعث ويتلقى رسائل مرة بمقابل ومرة بدون مقابل وبعدها تفرق الحلقة.
2- التنشيط الحداثي : فعل تنشيط حداثي بمفهومه وحمولته الثقافية حينما يتواصل المنشط مع الجمهور في اطار برنامج على الهواء مباشرة او وجها لوجه وباستعمال وسائل التنشيط لتبليغ رسالة او إثارة النقاش حول موضوع ما للوصول الى هدف محدد احيانا .

أما ماسمعته عن وزير الشباب والثقافة والتواصل فشيء اخر حينما قال دور الوزارة هو التنشيط أسأله :
تنشيط من ؟
وبأية وسيلة ؟
ومتي ؟
وأين ؟
وما الهدف ؟
وبأي امكانيات ؟
فعلا اختلطت الامور على الوزير السيد محمد بنسعيد وهو يحاول ان يتقمص ادوارا متعددة في دور وزير سياسي في وزارة ( الثلاثي الأبعاد ) فينتقل من قطاع إلى قطاع وقبل ان يمارس مهامه فربما اعتقد انه يجري قرعة لتحدد له وجهته واحيانا تختلط عليه الامور فينتقل من قطاع الشباب ليجد نفسه ينظم دوري في كرة القدم بشراكة مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم صحبة فوزي لقجع وليته احترم فقط اختصاصاته ( الثلاثية الأبعاد ) الشباب ، الثقافة، التواصل.
فهل دور وزارته هو التنشيط ام التدبير والتخطيط وتلبية حاجيات المواطن المغربي في المدينة والقرية وفي المهجر .
مع كامل احترامي للسيد المهدي بنسعيد الوزير الذي حباه الله بنعمة ثلاثة حقائب مهمة في هذا الوقت بالذات وقد كنت قد وجهت له خطابا في الموضوع ابان تعينه في هذا المنصب ولكن لاحياة لمن تنادي ….
اليوم اقول له مع احترامي السيد الوزير غابت عنك الحكامة في تدبير قطاع الطفولة والشباب والانعاش النسوي ، فبدل ان تخطط لشباب والطفولة والمرأة و تبرمج وتدبر الامور بعقلانية وبرؤيا واستراتيجية وحكامة تحافظ على الاقل بها على المكتسبات وتطورها لماهو احسن اراك اليوم تخبط خبط عشواء وتبكي بكاء اخر امراء الاندلس ، دون بديل .
بدل ان تفسح المجال للمجتمع المدني لينشط المؤسسات بمقاربة تشاركية وبتوجيهات من اختصاصات وزارتكم وبمراقبة وتكوين للاطر، نراك تمتهن دور المنشط .( اذا رايت صاحب الدار يرقص فلاتلمن الاطفال على الرقص )…

لقد اضعت على نفسك وعلى القطاع عدة فرص وعلى الطفولة المغربية لحظات من نعمة الاستمتاع باوقاتهم الحرة وقلصت الاستفادة من المخيمات إلى 90 ألف بدل 250 ألف مستفيد التي تعد من المكاسب وهذا على سبيل المثال .
لانك ربما انت لاتقدر على تسير حتى هذا الرقم وربما ستتوصل بتقرير اللجنة البرلمانية الاستطلاعية للمخيمات عند نهاية موسم التخييم .
فكيف يعقل ان تنظم البرنامج الوطني للتخييم دون ان تعين رئيسا لمصلحة التخييم بقرار منك لضرورة المصلحة .
هذا خطا استرتيجي ارتكبته في تدبير ملف التخييم الذي لايستعان باهميته ماديا وتربويا وبشريا .
ان ماوصلتنا من اصداء حول موسم التخييم الحالي تحيلنا على الشفقة على اكبادنا ولعل تكوين مجلس النواب للجنة الاستطلاعية خير دليل على ان الامور لاتسير على الوجه السليم .
لماذا، لأن الانطلاقة والاستعداد جاءت في شهر ماي والمرسوم المنظم للتخييم لسنة 2021 ينص على ان انطلاق التخييم يشرع فيه في شهر يناير من طرف وزارتكم المختصة .
كيف تنظم برنامج الرحلات الداخلية للشباب صيف 2022دون ان تعين رئيسا لمصلحة السياحة الثقافية للشباب.
ماذا اعددت لمؤسسات دور الشباب بالمغرب ؟
وماذا اعددت لمراكز حماية الطفولة التي ادمعت عينيك على مأساتها عند اول زيارتك لها ؟
السيد الوزير اما تحمل مسؤوليتك في تدبير القطاعات وفق الاختصاصات المنوطة بكل قطاع فلابد ان اذكرك برط المسؤولية بالمحاسبة المعنوية والسياسية واما بامكانك بشكل قانوني السيد الوزير تفويض امور تسيير هذه القطاعات الثلاث للسادة الكتاب العامون لها وتكتفي بدور المنشط في الاجتماعات و بالندوات الصحافية والمهرجانات الاعلامية كان احسن لك .
- محمد الغياط باحث في علوم التربية تخصص علم النفس التربوي( وحدة الانسان القيم والتنمية )
أضف تعليقك