السبت 2 يونيو 16:06
13531
يقف العالم على شفير حرب تجارية، بعدما أعلنت الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية على حلفائها الذين بدؤوا بالرد.
ودخل قرار واشنطن فرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألمينيوم من الاتحاد الاوروبي، أمس.
وتزامن القرار الأمريكي مع بدء وزراء مالية مجموعة السبع اجتماعا يستمر حتى اليوم في كندا.
ودخلت الرسوم الأميركية الإضافية التي تبلغ 25 % على الفولاذ و10 % على الألمنيوم المستوردين من الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك حيز التنفيذ رسميا أمس.
وأثار القرار الذي اتخذ لدواعي الأمن القومي ويشكل ضربة قوية ضد حلفاء الولايات المتحدة استنكارا وتساؤلات حتى داخل الحزب الجمهوري.
وندد أعضاء كبار في الكونغرس من الحزب الجمهوري بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم على الفولاذ المستورد من الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك محذرين من أن القرار يجب أن يستهدف الصين وليس حلفاء الولايات المتحدة.
وأعلن رئيس مجلس النواب الجمهوري، بول راين، في بيان “لا أتفق مع هذا القرار”، مبينا “أن القرار يستهدف حلفاء الولايات المتحدة الذين علينا التعاون معهم من أجل التصدي للممارسات التجارية غير المنصفة لدول مثل الصين”، مضيفا أنه يعتزم العمل مع الرئيس على “خيارات أخرى” لمساعدة العمال والمستهلكين الأميركيين.
وقال رئيس “لجنة السبل والوسائل” في مجلس النواب، كيفن برادي “هذه الرسوم تضرب الهدف الخطأ”، مضيفا أن اوروبا والمكسيك وكندا “ليست المشكلة -بل الصين”.
وفيما أثار الإعلان عن الرسوم تهديدات بالرد وإجراءات فورية من المكسيك، حض عدد كبير من نواب الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه ترامب، على مواصلة إعفاءات لمثل هؤلاء الشركاء الكبار بدلا من اتخاذ إجراءات تنذر بحرب تجارية.
وقال السناتور ماركو روبيو، إنه مع وجود عدم توازن تجاري بين واشنطن وأوروبا، فإن الفوارق الأكبر بكثير هي مع بكين.
وقال روبيو “بدلا من فتح جبهة اخرى في الخلافات التجارية، يتعين أن نتكاتف مع أوروبا لمواجهة الصين”، مرددا مواقف العديد من الديمقراطيين.
وتعمل إدارة ترامب على وضع اللمسات الأخيرة على نص لعقوباتها التجارية على الصين المعلنة في آذار (مارس)، والتي تتضمن قيودا على الاستثمارات الصينية وضوابط على التصدير ورسوماً بنسبة 25 % على ما قيمته 50 مليار دولار من سلع التكنولوجيا الصينية.
ووصف رئيس لجنة المال في مجلس الشيوخ الجمهوري، اورين هاتش، الرسوم بأنها “زيادة ضرائب على الأمريكيين” لها عواقب مضرة على المستهلكين والمصنعين والعمال على حد سواء.
وقال في بيان “في ضوء تزايد الأدلة على أن هذه الرسوم ستؤذي الأمريكيين، سأواصل الضغط على الإدارة للعودة عن قرارها”.
وقدم زميله الجمهوري السناتور بن ساس، الذي ينتقد ترامب من وقت لآخر، موقفا أقل كياسة.
وقال ساس إن القرار “غبي” مضيفا “لا يتعين معاملة الحلفاء كما تعامل الخصوم”، محذرا من أن الحمائية الشاملة كانت أحد أسباب (الركود العظيم) في أمريكا.
وكانت أوتاوا أحد أول الشركاء الذين ردوا عمليا عندما أعلنت فرض تعريفات على واردات بقيمة 16.6 مليار دولار كندي (12.8 مليارات دولار) من المنتجات الأمريكية.
وأكد رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، أن هذه الرسوم “غير مقبولة” وتشكل “إهانة للشراكة الأمنية القديمة العهد بين كندا والولايات المتحدة، وخصوصا إهانة لآلاف الكنديين الذين قاتلوا وقضوا إلى جانب رفاق السلاح الأمريكيين”.
ورد ترامب، في بيان، أنه قال بوضوح لترودو إن واشنطن ستقبل فقط بـ”اتفاق منصف” أو لا شيء، محذرا من أن “الولايات المتحدة تعرضت للاستغلال على مدى عقود في مجال التجارة لكن هذه المرحلة انقضت”.
وعلق وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير “لا يمكننا أن نفهم كيف يُفرض علينا نحن حلفاء الولايات المتحدة رسوما أمريكية”.
ومن جهته، عبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن أسفه لفرض الولايات المتحدة رسوما جمركية على واردات الصلب والألمينيوم من الاتحاد الاوروبي، واصفا القرار بأنه “غير قانوني وخاطئ”.
وقال إثر اجتماع في الإليزيه خصص للتراث المهدد “آسف للقرار الأمريكي” و”سيكون علينا اتخاذ موقف أوروبي يندرج في إطار القانون الدولي”.
وأضاف “هذا القرار لا ينسجم مع القانون التجاري الدولي (…) ما يعني أنه غير قانوني”.
وتابع ماكرون “في مسالة المناخ، فشل (دونالد ترامب) في تفكيك اتفاق باريس لأننا تحركنا على الفور. حول إيران، نحن نعمل بنشاط، نحن بصدد بناء موقف أوروبي (…) سنحاول الصمود وليس دفع ثمن زعزعة الاستقرار. في مسألة التجارة، ستتحرك أوروبا”.
وقال الرئيس الفرنسي “أعتقد أن هذا القرار خطأ من جوانب عدة، إنه خطأ لأنه يستجيب للاختلالات الدولية في أسوأ الوسائل، أي من طريق التجزئة وإقامة قومية اقتصادية وتجارية. القومية هي الحرب. هذا بالضبط ما حدث إبان الثلاثينيات”.
ودعا إلى ضرورة معالجة كل هذه القضايا المثيرة للجدل “بكثير من الصراحة” خلال قمة مجموعة السبع المقبلة أوائل يونيو في كندا.
وتابع “يجب ألا تعقد قمة مجموعة السبع كأن شيئا لم يكن” وطالب بإصلاحات معمقة في منظمة التجارة العالمية.
ومن جهته، هاجم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان رغبة ترامب في فرض “قانون الأقوى”.
وقال “إنه إجراء قاسٍ وغير مقبول، إنه قانون الأقوى، لكن حياة الناس والعلاقات الدولية ليست قانون الأقوى (…) العلاقات الدولية ليست الغرب المتوحش”.
وأضاف الوزير لقناة “ال سي اي” الإخبارية “لسوء الحظ، فإن ما يسمى (أمريكا أولاً) أصبح (أمريكا بمفردها. أميركا وحدها)”، ودعا إلى الرد من خلال التعددية.
وتابع أن “الولايات المتحدة مع ذلك ما تزال حليفا” و”هذه الانعزالية المتشددة التي طورها الرئيس ترامب ستنتهي في وقت ما”.
وأكد لودريان “هؤلاء هم حلفاؤنا لأننا معا ضد الإرهاب، والوضع في كوريا الشمالية، وفي بعض المعارك في أفريقيا لدينا خلافات نعبّر عنها”.
وختم “لا نرغب في وقوع حرب تجارية”.
أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فأعربت عن القلق إزاء “تصعيد سيسيء إلى الجميع”.
وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر “إن الولايات المتحدة لا تترك لنا خيارا سوى رفع الخلاف أمام منظمة التجارة العالمية وفرض رسوم جمركية اضافية على منتجات من الولايات المتحدة”.
الا أن وزير التجارة الأميركي ويلبور روس قال “أجرينا محادثات مع المفوضية الأوروبية ومع أننا أحرزنا تقدما فإنهم لم يمضوا الى الحد الذي يبرر تمديد الاعفاء الموقت أو منح إعفاء دائم”.
قال لومير “التقيت روس، وقلت له بوضوح إن دول الاتحاد الأوروبي لن تقبل ابدا بالتفاوض تحت الضغط”.
في برلين، تعهدت الحكومة الألمانية بأن الرد على “أمريكا أولا” سيكون “أوروبا الموحدة”.
وقلل الوزير الأمريكي من مخاطر رد فعل دول الاتحاد الأوروبي، قائلا إن الواردات من الاتحاد الأوروبي “لا تمثل الشيء الكثير” في العجز التجاري الأمريكي (أقل من ثلاثة مليارات دولار).
ونددت المكسيك التي شملها القرار أيضا لأنها لم تلتزم سريعا بالمطالب الأمريكية المتعلقة بإعادة التفاوض حول اتفاقية التبادل الحر بين دول أمربكا الشمالية (نافتا)، بالإجراءات الأمريكية “بشدة”. وأعلنت اتخاذ “إجراءات مماثلة تشمل عدة منتجات أمريكية”، من بينها بعض أنواع الحديد الصلب والفاكهة والأجبان.
وتعتزم كندا الشريك الثالث في اتفاقية “نافتا” والتي تستضيف قمة وزراء مالية مجموعة السبع حتى اليوم اغتنام فرصة الاجتماع لمحاولة إقناع الإدارة الأمريكية بالعودة عن قرارها.
وبعد أن كان من المقرر أن تتباحث القمة في سبل “الاستثمار في النمو الاقتصادي بشكل يستفيد منه الجميع”، علق وزير المالية الكندي بيل مورنو “بات علينا للأسف التباحث حول الرسوم الجمركية”.
وأضاف “أن التعرفات الجمركية لا معنى لها على الصعيد الاقتصادي فهي تسيء الى الكنديين والأمريكيين”.
وفي ويستلر، منتجع التزلج على الثلج في فانكوفر، أجرى وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين محادثات ثنائية، خصوصا مع مورنو ووزير المالية الألمانية أولاف شولتس ونائب رئيس الوزراء الياباني تارو آسو قبل تناول العشاء.
ونددت كريستين لاغارد المديرة العامة لصندوق النقد الدولي والمشاركة في القمة بـ”التشكيك في طريقة سير الأمور في العالم”، منذ عقود والتي تقوم على “مبدأ الثقة والتعاون”.
كما حذرت لاغارد من أن الدول الأكثر فقرا هي التي ستتأثر أكثر من سواها نتيجة القرار الأمريكي. (أ ف ب)
Warning: Undefined variable $postData in /home/ifada/public_html/wp-content/themes/NewsPaperOne-Light/template-parts/content/content-single.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on null in /home/ifada/public_html/wp-content/themes/NewsPaperOne-Light/template-parts/content/content-single.php on line 55
Warning: Attempt to read property "ID" on null in /home/ifada/public_html/wp-content/themes/NewsPaperOne-Light/template-parts/content/content-single.php on line 55
أضف تعليقك