
مراسلة : فاطمة حطيب
تحت إشراف المجلس العلمي المحلي ابن مسيك بالدار البيضاء، و من منطلق تلازم قضايا الدين و الحياة، نظمت خلية المرأة و قضايا الأسرة التابعة لهذا المجلس، يوم السبت 7 ماي الجاري على الساعة الحادية عشر صباحا، محاضرة بمقر المجلس تحت عنوان : ” الاحتراق الوظيفي أعراضه و أسبابه و علاقته بالرضا الوظيفي” قدمها الأستاذ “عبد الله لفحل” المتخصص في علم نفس الشغل و التنظيمات.
استهلت المحاضرة بآيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبها توطئة في الموضوع تفضل بها السيد المحاضر، ليسافر بنا بعد ذلك في عالم الاحتراق الوظيفي، نتعرف من خلاله على “مرض” له امتداد و جذور في التاريخ، حيث وصف الاحتراق الوظيفي بكونه حالة اضطراب وجداني معرفي مرتبط بالعمل، لكن مفهومه في بداية الأمر كان متداخلا مع مفهوم الاكتئاب، و ذلك لتشابه الأعراض نسبيا، غير أنه مع توالي الأبحاث و الدراسات ستتحدد ملامح كل منهما.
و في إطار هذا التطور لمفهوم الاحتراق الوظيفي، عرج السيد المحاضر على مفاهيم زمرة من المختصين من أمثال “والتربرادفور” و “كانول” و “كايتشنس” و “هربرت فريدينبرجر” و “هانس شيلي”… الخ
إلى غير ذلك من الأسماء التي كان لها دور في تحديد ماهية و أسباب و تمظهرات ما يسمى بالاحتراق الوظيفي، وصولا في النهاية إلى سبل الوقاية منه.
و في هذا الخضم أشار السيد “لفحل” إلى أن الاحتراق الوظيفي رهين بمجال العمل، حيث كشف الالتباس الحاصل بينه و بين الاكتئاب لأسباب حصرها في الضغط النفسي الناجم عن تراكمات مشاكل العمل، على اعتبار أن الوظيفة قد تنهك العامل عاطفيا و وجدانيا، و تستنزف كل طاقاته و تسلبه شخصيته، ما يترتب عنه أعطاب نفسية و عضوية ظاهريا، و هذا ما يسبب الاحتراق الوظيفي.
و بالموازاة مع هذا تطرق المحاضر إلى أسباب هذا الاحتراق الوظيفي، حيث حصرها في أسباب تنظيمية و أخرى فردية بينية و أسباب فردية ذاتية، لينتقل بعد ذلك إلى سرد أشكال هذا الاحتراق الوظيفي التي حددها في: ما بين الاحتراق و الإنهاك و الاحتراق النفسي-التقليدي أو الحاد و الاحتراق الضار.
و في نهاية العرض يخلص السيد “عبد الله لفحل” إلى سبل الوقاية، بهدف تجنب متلازمة الاحتراق الوظيفي هاته، حيث يذيل اللقاء بأسئلة المتدخلين ليختتم بعدها بآيات بينات من الذكر الحكيم.
تعليقات الزوار 1