اجتماع سري بين “الموساد” ومسؤولين سعوديين

كشفت الصحيفة الفرنسية “أنتلجانس أون لاين”، في عددها الصادر اليوم الخميس، النقاب عن اجتماعٍ سريٍّ مشترك بين يوسي كوهين رئيس الاستخبارات الإسرائيلية الخارجيّة (الموساد) مع نظرائه من عدد من الدول العربية بينها السعودية، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ الاجتماع تمّ عقده في مدينة العقبة الأردنية، وذلك برعاية الولايات المتحدة الأمريكيّة.

وقال يوسي ميلمان، مُحلّل الشؤون الأمنيّة في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، استنادًا إلى تقرير الصحيفة الفرنسيّة، إنّ الاجتماع الذي نظمه مبعوثي الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب، جيرارد كوشنر، وهو أيضًا صهره، وجيسون غرينبلات، وهو المبعوث الشخصيّ للرئيس لمنطقة الشرق الأوسط، ناقش ما أسمته الصحيفة “دفع وتعزيز عملية السلام”.

وأوضح التقرير أيضًا أنّ رئيس جهاز الموساد الإسرائيليّ شارك في الاجتماع المذكور إلى جانب  رئيس الاستخبارات السعودية خالد بن علي حميدان، ورئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل، رئيس الاستخبارات الأردنية عدنان عصام الجندي، ورئيس الاستخبارات في السلطة الفلسطينية ماجد فرج، والذي يُعتبر، بحسب مصادر إسرائيليّة، أحد المرشحين لخلافة رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس.

وذكرت الصحيفة، أيضًا، أنّ ماجد فرج هو من الشخصيات المفضلة لدى الإدارة الأمريكية، وكان اجتمع مع مايك بومبيو حين شغل منصب رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكيّة السابق (سي أي ايه)، واجتمع معه قبل شهر في منصبه الجديد كوزير خارجية في إدارة ترامب، وجاء هذا الاجتماع على الرغم من أنّ السلطة الفلسطينيّة أعلنت في شهر دحنبر من العام 2017، مُقاطعتها للولايات المُتحدّة الأمريكيّة، بسبب إعلان الرئيس ترامب عن القدس عاصمةً لدولة الاحتلال.

وبحسب “معاريف” جاء أيضًا في التقرير الفرنسي أنّ المُشاركين  في الاجتماع عبّروا عن دهشتهم بأنّ فرج لم يعبر عن رأيه خلال الجلسة، ولكنّه أدلى ببعض الملاحظات العامّة فقط.

يُشار إلى أنّ هذا الكشف جاء بعد أسبوعٍ من اللقاء المفاجئ في العاصمة الأردنيّة، عمّان، بين رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، والعاهل الأردنيّ، الملك عبد الله الثاني، حيث أكّدت التقارير الإعلاميّة العبريّة، على أنّ هذا الاجتماع تمّ بعد قطيعةٍ استمرّت أربعة أعوام، إذْ أنّ نتنياهو اجتمع إلى الملك عبد الله للمرّة الأخيرة في نونبر من العام 2014، علاوةً على ذلك، تمّت زيارة نتنياهو إلى عمّان بشكلٍ سريٍّ، ولم يُعلن عنها إلّا بعد انتهائها وعودة رئيس الوزراء الإسرائيليّ إلى تل أبيب، وكان لافتًا للغاية أنّ الاجتماع بين الرجلين لم يتّم تصويره، أوْ على الأقّل لم يقم ديوان نتنياهو أوْ الديوان الملكيّ الأردنيّ بتزويد الإعلام بصورٍ من الاجتماع.

القناة العاشرة في التلفزيون العبريّ، لفتت في تقريرها عن الزيارة إلى أنّ رئيس جهاز الموساد، يوسي كوهين، رافق نتنياهو في الزيارة إلى عمّان، ولكن بالمُقابل، أضاف التلفزيون العبريّ، فإنّ السفير الإسرائيليّ في المملكة لم يُشارك في الاجتماع بين نتنياهو والملك عبد الله، لأسبابٍ لم تذكرها المصادر السياسيّة في تل أبيب.

وبعد يومٍ من قمّة نتنياهو وعبد الله، اجتمع كوشنر وغرينبلات مع الملك عبد الله الثاني، واستعرض الثلاثة، بحسب المصادر في تل أبيب، علاقات الشراكة الإستراتيجيّة بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكيّة وآليات التعاون بينهما في مختلف المجالات، إضافةً إلى آخر التطورات الراهنة إقليميًا ودوليًا.