إفادة
إفادة
الأحد 04 مايو - 03:46

اتهامات إسرائيلية لقطر بازدواجية الدور في مفاوضات وقف إطلاق النار مع حماس… والدوحة ترد: نلتزم بالوساطة بحياد كامل

في تطور جديد يعكس التوتر المتصاعد داخل مسار المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة “حماس”، وجّهت تل أبيب انتقادات علنية إلى دور قطر كوسيط رئيسي، متهمة إياها بـ”اللعب على الجانبين”، في إشارة إلى ما اعتبرته موقفاً غير حيادي من الدوحة في إدارة المحادثات.

وجاء هذا الاتهام في وقت تمر فيه مفاوضات وقف إطلاق النار بين الطرفين بمرحلة حرجة، حيث تسعى أطراف إقليمية ودولية، بقيادة مصر وقطر والولايات المتحدة، إلى التوصل إلى اتفاق شامل يضع حداً للحرب الجارية في قطاع غزة منذ أشهر، ويؤدي إلى الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين مقابل وقف العمليات العسكرية ورفع الحصار.

قطر ترفض الاتهامات وتذكر بدورها المحوري

في ردها على الاتهامات الإسرائيلية، أكدت وزارة الخارجية القطرية أن الدوحة “ملتزمة بالوساطة بحياد تام”، مشيرة إلى أن “هذه التصريحات غير المسؤولة تعرقل الجهود المبذولة وتخدم أهدافاً سياسية داخلية في إسرائيل”.

وذكّرت قطر بأنها لعبت دورًا حاسمًا في التوصل إلى تفاهمات جزئية سابقة، أدت بالفعل إلى الإفراج عن عدد من الرهائن في مراحل سابقة من النزاع، وأنها ما زالت تلتزم بمواصلة جهودها بالتنسيق مع واشنطن والقاهرة.

سياق سياسي داخلي في إسرائيل

ويرى محللون أن التصريحات الإسرائيلية ضد قطر قد تكون مرتبطة بضغوط سياسية داخلية، حيث تواجه حكومة بنيامين نتنياهو انتقادات حادة من أهالي الرهائن والرأي العام الإسرائيلي، وسط تصاعد الغضب الشعبي بسبب استمرار الحرب وعدم التوصل إلى حل يعيد المحتجزين من غزة.

كما يُرجح أن تكون هذه التصريحات ورقة ضغط تفاوضية لإعادة رسم أدوار الوسطاء الإقليميين، وربما لإشراك أطراف جديدة أو تقليص النفوذ القطري في المباحثات، خصوصًا في ظل علاقات الدوحة المفتوحة مع قيادة “حماس”.

معضلة الوساطة: بين الثقة والاتهامات

تلعب قطر منذ سنوات دور الوسيط المعتمد في عدد من الملفات الإقليمية المعقدة، خصوصًا المتعلقة بغزة، بما في ذلك تمويل المساعدات الإنسانية ودفع رواتب الموظفين في القطاع. ومع ذلك، فإن هذا الدور ظل دائمًا محل جدل، حيث تعتبره بعض الأطراف ضرورياً نظراً لقدرة الدوحة على الوصول إلى قيادات “حماس”، بينما ترى فيه أطراف أخرى تضارباً في المصالح.

وفي هذا السياق، تؤكد مصادر دبلوماسية أن استمرار الوساطة القطرية ضروري لإنجاح أي اتفاق نهائي، نظراً للثقة التي تحظى بها لدى الأطراف، ولما تملكه من قنوات تواصل مفتوحة لا تتوفر لدى وسطاء آخرين.

خلاصة: مسار هش ومفاوضات تحت الضغط

تعكس هذه الاتهامات حجم التوتر الذي يرافق مسار التفاوض المعقد حول وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن، وسط تعقيدات ميدانية وسياسية وإنسانية متصاعدة. وبينما تحاول قطر الحفاظ على موقعها كوسيط نزيه، يبدو أن الضغوط الإسرائيلية تسعى لإعادة تشكيل طاولة المفاوضات بما يخدم مصالحها الأمنية والسياسية، في وقت يبقى فيه مصير المدنيين والرهائن معلقاً على خيط دقيق من التفاهمات الهشة.

التعاليق

اكتب تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

المزيد من سياسات دولية

تلفزيون الموقع

تابع إفادة على:

تحميل التطبيق