
ابناء الولي عبد السلام بن مشيش يحتجون أمام الحاجب الملكي، ويهددون بالاعتصام داخل الضريح
مراسلة: عمر ابريش
عاش ضريح الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش يوم الثلاثاء 25 اكتوبر 2022 حالة من الاحتقان الشديد التي ترجمها اندلاع احتجاجات واسعة النطاق لجموع كبيرة من حفدة هذا الولي الصالح، امام انظارالحاجب الملكي وممثلي عامل العرائش والسلطات المحلية وناظر الأوقاف والشؤون الإسلامية ورئيس المجلس العلمي للعرائش.
وقد اندلعت تلك الاحتجاجات بشكل مباشر عقب مراسيم استقبال الهبة الملكية السامية المنعم بها على شرفاء مولاي عبد السلام بن مشيش بهذه المناسبة كما جرت العادة بذلك سنويا كلما حلت هذه المناسبة، بحيث كان إقصاء فئات واسعة من حفدة هذا الولي الصالح من الاستفادة من تلك الهبة الملكية منطلقا لاتهامات خطيرة لم يتوانى المحتجون عن التعبير عنها بشكل علني وبصوت مرتفع تحيل على خيانة الامانة، تحدي الإرادة والتوجيهات الملكية السامية، إقصاء ذوي الحقوق مقابل استفادة فئات لا تتوفر فيها المعايير المنظمة لهذا الشأن.
هذه الاتهامات حسب تصريحات عدد من الشرفاء العلميين، تزامنت مع تحكم نظارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في كل مراحل عملية توزيع الهبة الملكية لأول مرة في تاريخ الهبات الملكية الموجهة لضريح الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش وحفدته منذ عهد الراحل الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، والذي اعتبر انعطافا وانقلابا جذريا على التقاليد الجارية والتي كان فيها الشرفاء العلميين هم من يتولى عملية استلام وتوزيع الهبات الملكية السامية وفق ضوابط دقيقة تنظمها وتأطرها قواعد أعراف متوارثة عبر أجيال على أساسها يحدد عدد ذوي الحقوق وحصة كل فرع من فروع الشرفاء، حيث كان انتقاد واحتجاج الشرفاء على (وصاية) قطاع الأوقاف والشؤون الإسلامية واضحا وعلنيا.
اصابع الاتهام وجهت بشكل مباشر لعمالة العرائش سيما ديوان عامل إقليم العرائش بكونها الجهة المسؤولة عن إعطاء تعليمات بفرض وصاية الأوقاف والشؤون الإسلامية في تدبير شؤون شرفاء مولاي عبد السلام بن مشيش والهبات الملكية السامية.
تلك هي المعطيات الواضحة بشكل بارز في مضامين الاحتجاجات التي صدحت بها حناجر العشرات من المحتجين طيلة يوم امس الثلاثاء كما جاء على لسان عدد من التصريحات التي استقتها جريدة افادة من عين المكان.
هذا، ولا يبدوا ان كرة ثلج هذه الواقعة ستنحصر تداعياتها عند احتجاجات يوم الثلاثاء، بل مرجحة بشكل كبير أن تأخذ شكل (اعتصامات) بضريح الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش المتميزة بخصوصيات ونكهة الشرفاء المتميزة بالمواظبة على ورد ” اللطيف”، و ” الصلاة المشيشية” و تلاوة “دليل الخيرات”، مع رفع عرائض وتظلمات الى المؤسسة الملكية.
كما تجدر الإشارة إلى كون مراسيم استقبال الهبة الملكية السامية انطلقت في أجواء احتفالية وايجابية كبيرة خلفها الارتياح الكبير لاستبعادشخص نبيل بركة من حضور مراسيم إحياء هذه الذكرى والحيلولة دون قيامه بتدبير عملية توزيع الهبة الملكية الذي كان يقوم به بشكل مباشر على مدى سنوات في نيابة صورية عن والده نقيب الشرفاء العلميين عبد الهادي بركة الذي وافاه الأجل المحتوم يوم فاتح يوليوز من السنة الحالية، حيث كان شخص نبيل بركة محط اعتراض واسع حرك العشرات من العرائض الموجهة إلى الديوان الملكي التي تتهم المعني بالأمر لخيانة الأمانة وفقدان الأهلية الاخلاقية والعلمية لتمثيل الشرفاء العلميين، لكن يبدوا ان تعويض أسرة بركة بوصاية الأوقاف والشؤون الإسلامية اعاد المنطقة إلى نقطة البداية، خاصة في ظل وجود اتهامات واسعة لناظر الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى جانب عدد من عناصر السلطة المحلية بوجود مصالح وامتيازات متبادلة مع أسرة بركة من ضمنها اتهامات خطيرة باستفادة اقارب هؤلاء المسؤولين من امتياز أداء مناسك الحج على نفقة الدولة في إطار “الموطأ”المخصصة للشرفاء العلميين.
التعاليق