إنطلاق الدورة الثانية لمهرجان الجونة بمشاركة أفلام عالمية
تستعد إدارة مهرجان “الجونة السينمائي” لإقامة الدورة الثانية من المهرجان في مدينة الجونة الواقعة على ساحل البحر الأحمر في مصر في الفترة بين 20 إلى 28 سبتمبر/أيلول 2018.
وتأتي الدورة الثانية لمهرجان الجونة السينمائي ثرية بمجموعة من الأفلام المتميزة، والتي نالت جوائز متنوعة في عدد من مهرجانات السينما الدولية الكبرى مثل “صاندانس” و”روتردام” و”برلين” و”كان” و”كارلوفي فاري”، وتضم قائمة الأفلام للدورة الثانية لمهرجان “الجونة السينمائي” افلام من دول مختلفة منها اليابان، وإيطاليا، وبولندا، وأستراليا، والدنمارك .
وقد صرح إنتشال التميمي، مدير “مهرجان الجونة السينمائي”أن الدورة الثانية ستشهد عروض لمجموعة من الأفلام المميزة والتي لاقت نجاحاً كبيراً في أهم المهرجانات السينمائية الدولية “. وأضاف قائلاً: “مهرجان “الجونة السينمائي” لديه طموحات غير محدودة ولديه أيضاً القدرات لتحقيق تلك الطموحات، لقد رفعنا الترقب في دورتنا الافتتاحية ونعمل جاهدين لرفعها للأعلى هذا العام”. وأكد المدير الفني للمهرجان أمير رمسيس أن اختيار أفلام الدورة الثانية للمهرجان يتماشى مع هدف المهرجان المتمثل في عرض أفضل الأفلام وأحدثها و ذلك حرصا على عمل برنامج جدير بإهتمام صناع السينما من ضيوف المهرجان بتنوع جنسياتهم و كذلك الجمهور المصري المهتم بالسينما.
وسيعرض خلال الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي مجموعة من الأفلام التي حصدت عدد من الجوائز في مهرجان “كان السينمائي” منها الفيلم الياباني سارقو المتاجر (Shoplifters) الفائز بسعفة كان الذهبية في الدروة الـ71. والفيلم من إخراج وتأليف هيروكازو كوريدا، وبطولة ليلي فرانكي، وكيرين كيكي، وسوزوكي اكيماستو. وتدور أحداثه حول عائلة فقيرة تعيش في أحد أحياء مدينة طوكيو تسرق المحال التجارية من أجل توفير طعامها والبقاء على قيد الحياة، وفجأة يعثرون على طفلة في الشارع يتعاطفون معها ويتعهدون برعايتها رغم فقرهم.
كما سيتم عرض رائعة بولندا (حرب باردة Cold War) الفائز بجائزة أفضل إخراج من مهرجان “كان السينمائي”، وهو إنتاج بولندي بريطاني فرنسي مشترك، ومن إخراج باول باولكوسكي صاحب إيدا ( Ida ).. وتدور أحداثه في أوروبا منتصف القرن الماضي، وهو يتتبع العلاقة العاصفة بين عازف البيانو فيكتور (توماز كوت) والمغنية والراقصة زولا (جوانا كوليج)، وهما بولنديان يتنقلان ذهابًا وإيابًا عبر الستار الحديدي. قصيدة محزنة عن عاشقين لا يستطيعان البقاء متباعدين، ولكن في بعض الأحيان لا يمكن أن يتحمل أحدهما الآخر.
ومن إيطاليا يتم عرض فيلم دوجمان (Dogman) والذي فاز بطله مارشيلو فونتي بجائزة أفضل ممثل في مهرجان “كان”، كما حصل كلب على جائزة سعفة الكلب غير الرسمية في المهرجان عن دوره في الفيلم ، وهو من إخراج ماتيو جارونى. تستند أحداثه إلى وقائع حقيقة، إذ تدور قصته حول مربي كلاب يدعي “مارشيلو” يجد نفسه متورطًا في عالم الجريمة بسبب “سيمون” بطل الملاكمة السابقة الذي يسيطر على الحي الذي يسكن فيه “مارشيلو” ويدخل السجن، ويتحول من إنسان مسالم إلى شخص تملؤه مشاعر الانتقام، من أجل استعادة كرامته.
ومن “كان” أيضًا سيعرض الفيلم الإيطالي سعداء مثل لازارو (Happy as Lazzaro ) الحاصل على جائزة أفضل سيناريو بالمناصفة مع الفيلم الإيراني ثلاثة وجوه,(3 Faces) وتدور أحداثه حول شاب ساذج طيب القلب يدعى “لازارو”، يتعرض للاستغلال من قبل المحيطين به الذين بدورهم يتعرضون للاستغلال والعبودية من سيدة تمتلك مزرعة.
كما سيتم عرض رائعة المخرج الإيطالي ستيفانو سافنوا درب صاموني (Samouni Road) ، الحاصل على جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم وثائقي في “كان”، وذلك نظرًا لتميزه في رصد مجزرة راح ضحيتها 29 شخصًا من عائلة فلسطينية في قطاع غزة، إثر قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بالعملية التي تعرف بـ”الرصاص المصبوب” عام 2009. وما يميز الفيلم أن مخرجه أعاد رسم بعض مشاهده من الذاكرة بطريقة الرسوم المتحركة.
سيتم أيضًا عرض الفيلم الأسترالي الروائي القصير كل هذه المخلوقات (All These Creatures)، الفائز بجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان “كان”، إذ أبدع مخرجه تشارلز ويليامز في تصوير الفيلم في ضواحي داندينونج شرق ملبورن، راصدًا مشاعر مراهق يبلغ من العمر 13 عامًا يحاول جمع صورة لوالده المؤذي، في الوقت الذي يتصالح فيه مع مخاوفه بشأن نوع الرجل الذي يصبح عليه في المستقبل.
وبعد نجاح وإشادات كبيرة في مهرجان “برلين السينمائي”، سيتم عرض الفيلم الكوميدي البولندي وجه (Mug) وهو الفيلم الفائز بـالدب الفضي جائزة لجنة التحكيم الخاصة، ومن إخراج مالجورزاتا سزوموسكا التي شاركت في تأليفه أيضا، وتدور أحداثه حول رجل يتعرض لإصابة أثناء عمله ويخضع لعملية زرع وجه، لكنه يمر بالعديد من الأزمات التي تتعلق بهويته عقب العملية الجراحية.
كما سيتم عرض فيلم الوريثتان (The Heiresses) وهو إنتاج مشترك بين باراجواي، وألمانيا، وأوروجواي، والبرازيل، والنرويج، وفرنسا، ومن إخراج مارشيلو مارتنيزي. فازت بطلته آنا براون بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان “برلين”، إذ جسدت ببراعة دور “تشيلا” المسنة المثلية التي تعيش مع صديقتها “تشيكويتا” في منزل فخم لمدة 30 عاما تديره الصديقة، والاثنان ينحدران من عائلات ثرية في باراجواي، لكنهما يتعرضان لأزمة مالية شديدة، ويضطران لبيع ما يمتلكانه. وتسوء الأمور أكثر عندما يتم سجن صديقتها بسبب الديون، وتبدأ “تشيلا” في العمل في توصيل الجيران بسيارتها مقابل أجر لتتمكن من مواصلة حياتها، حيث تقابل امرأة أخرى أصغر منها وتُعجب بها.
وسيعرض المهرجان فيلم ذباب الشتاء (Winter Flies)، وهو أحد أبرز الأفلام التي نالت الإعجاب والإشادات في مهرجان “كارلوفي فاري” ونال مخرجه أولمو أومريزو جائزة أفضل مخرج في المهرجان ذاته، ومن إنتاج جمهورية التشيك، وسلوفينيا، وبولندا، وسلوفاكيا، وفرنسا. يجد المشاهد نفسه متشوقًا لمعرفة قصة الصبي “مارا” الذي يتم التحقيق معه في قسم الشرطة بتهمة سرقة سيارة ليتجول بها في أنحاء البلاد، ولا يكشف الصبي عن هويته أو من أين جاء، أو ما إذا كان سرق السيارة أم استعارها، لكنه يفاجئ رجال الشرطة بقصة عن رحلة طويلة مليئة بالتفاصيل.
أيضا سيتم عرض واحد من أفضل الأعمال الحاصل على جائزة الجمهور في الدورة الماضية لمهرجاني “صاندانس” و”روتردام” وهو الرائعة الدنماركية المذنب (The Guilty) ويقوم ببطولته جاكوب سيدرجرين، وجيسيكا ديناج ومن أخراج جوستاف موللر ، وتدور أحداثه حول ضابط شرطة يتلقى اتصالات الطوارئ في ليلة عمل عادية، ولا يكترث بالمكالمات التي يتلقاها، حتى تنقلب الأمور ويتلقى اتصالا من امرأة تتعرض للخطف.
وسيتم عرض فيلم عن الآباء و الأبناء (Of Fathers and Sons) بعد فوزه بجائزة لجنة التحكيم الكبرى لأفضل فيلم وثائقي دولي في مهرجان “صاندانس” ، وهو إنتاج ألماني- سوري مشترك، من إخراج السوري طلال ديركي، الذي يرافق في فيلمه أحد أفراد تنظيم “جبهة النصرة” وعائلته في سوريا، ويتقاسم معهم حياتهم اليومية لنحو عامين ليتعرف على طريقة تفكيرهم، ورؤيتهم للحياة من خلال عقيدتهم الجهادية.
يسعى مهرجان “الجونة السينمائي” إلى عرض مجموعة متنوعة من الأفلام السينمائية للجمهور المحب للسينما، وكما يسعى لأن يكون جسر للتواصل بين الثقافات المختلفة من خلال الفن السابع. كما يحاول أن يكون المنحى الاساسي للمهرجان هو اكتشاف كل ما هو جديد ، إذ يطمح المهرجان إلى أن يغدو أحد العوامل المحفزة لتطوير السينما في المنطقة العربية، وذلك من خلال ذراعها الاحترافية “منصة الجونة السينمائية”.