الجمعة ٠٦ دجنبر ٢٠٢٤

أمير سعودي يطالب بالإطاحة بالملك سلمان

الثلاثاء 22 مايو 14:05
8252

في مقابلة مع صحيفة “ميدل إيست آي” البريطانية،  طالب الأمير خالد بن فرحان، اللاجئ السياسي في ألمانيا في عام 2013، أعمامه بالإطاحة بالملك سلمان.
وينتمي الأمير خالد إلى بيت بعيد نسبيا داخل العائلة السعودية. إلا أن الرياض، بالرغم من ذلك، تبدي حساسية شديدة إزاء أي عضو ينشق عنها مهما كان بعيداً عن سلالة الحكم. ولذلك فقد حاولوا استدراجه لكي يعود إلى البلاد. 
وقال الأمير إن تصريحات حديثة لممدوح بن عبد العزيز، أحد أكبر أشقاء الملك سلمان ممن لا يزالون على قيد الحياة، يفهم منها وجود حالة من الامتعاض واسع النطاق داخل العائلة ككل. 
وقال الأمير خالد: “هناك غضب شديد داخل العائلة الحاكمة. وبناء على هذه المعلومة فإنني أتوجه إلى عمي أحمد وعمي مقرن، وهما أبناء عبد العزيز وعلى مستوى عال من الثقافة والتعليم، ولديهما خبرة وقدرة على تغيير الأمور نحو الأحسن، وبإمكاني أن أقول لهم إننا جميعاً نقف وراءهما وندعمهما”.
وقال الأمير إن أحمد بن عبد العزيز، الذي شغل في السابق منصب نائب وزير الداخلية ثم وزير الداخلية، ما زال يحظى بدعم قطاعات مهمة داخل قوات الأمن وبين القبائل. أما مقرن بن عبد العزيز فكان في البداية قد عين من قبل شقيقه سلمان ولياً للعهد، ثم ما لبث في إبريل 2015 أن استبدل به محمد بن نايف، الذي استبدل فيما بعد ليأتي العهد الحالي محمد بن سلمان، وذلك في شهر يونيو 2017. 
وقال الأمير خالد إنه تلقى عدداً ضخماً من رسائل الإيميل من أناس يعملون داخل الشرطة والجيش يؤيدونه فيما دعا إليه، وقال: “شعرت منهم أنهم يناشدون الأمير أحمد بن عبد العزيز أن يبادر إلى تغيير الوضع الحالي”.
وتأتي الدعوة إلى الانقلاب في وقت يستمر فيه الغموض الذي يكتنف حادثة إطلاق النار من أسلحة ثقيلة خارج قصر العوجة الملكي في الرياض في شهر إبريل. وكان التفسير الرسمي لما حدث هو أن حراس الأمن أطلقوا النار على لعبة طائرة بلا طيار وأسقطوها. إلا أن المدون السعودي مجهول الهوية مجتهد قال إن القصر تعرض لهجوم بالأسلحة الثقيلة المثبتة على عربتين، وأن ستة من رجال الأمن قتلوا بالإضافة إلى اثنين من المهاجمين. 
ونظراً لأن محمد بن سلمان لم يظهر للعيان منذ حادثة إطلاق النار فقد انتشرت شائعات في وسائل الإعلام الروسية تفيد بأنه قتل. ثم ما لبث مكتب محمد بن سلمان أن نشر خلال الأيام الأخيرة صوراً التقطت له بصحبة بعض الزعماء من المنطقة. 
ويقول الأمير خالد إن قصة الطائرة من غير طيار ما هي سوى محاولة للتمويه لا يقبلها المنطق. وقال: “أنا شخصياً أعتقد أن تلك لم تكن بالضرورة محاولة لإسقاط محمد بن سلمان بقدر ما كانت تعبيراً عن الاحتجاج ضده ».
إلا أنه حذر من أنه إذا استمر محمد بن سلمان في الحكم فإن حالة من الفوضى ستعم، وأضاف: “أود أن أقول للأوروبيين إن الوضع في المملكة العربية السعودية يشبه البركان الذي يوشك أن ينفجر، وإذا ما انفجر فإنه سيؤثر ليس فقط على الوضع داخل السعودية أو في المنطقة العربية فحسب ولكنه سيؤثر عليكم أيضاً” .
وقال إنه يوجد في المملكة العربية السعودية مزيج تتداخل فيه الأجيال والقبائل والمناطق المختلفة مع الوهابية، وإذا ما حصل انقلاب من خارج العائلة الحاكمة، فإن من الممكن أن تصبح المملكة بما هي قائمة عليه من تفسير وهابي صارم للإسلام إلى مركز للإرهاب الدولي.
وأضاف: “سوف تحصل انقسامات بين القبائل وبين الأجيال حتى في المنطقة الواحدة من مناطق المملكة. سوف تعم الفوضى الداخلية، وعلينا ألا ننسى أنه توجد خلايا إرهابية نائمة داخل المملكة العربية السعودية، وأن الأيديولوجيا الوهابية أيديولوجيا متطرفة، وانطلاقاً مما قرأته حول الإسلاميين الذين هم أشد ما يخشاه الأوروبيون والأمريكيون، فإن ذلك يتمثل في الوهابية أو في الخلايا النائمة داخل المملكة العربية السعودية. ولذا، فإذا ما انزلقت المملكة العربية السعودية نحو حالة من الفوضى، فستكون هناك فوضى على مستوى العالم، وستكون المملكة مصدراً للإرهاب الذي سيعاني منه العالم بأسره لأنها ستدعم الإرهاب الدولي وستموله”.
وينتمي الأمير خالد إلى فرع الفرحان من العائلة السعودية الحاكمة، وتعود أصولها إلى القرن الثامن عشر، حينما كان فرحان واحداً من ثلاثة أشقاء لمحمد بن سعود الذي من نسله جاء عبد العزيز الذي شكل الفرع المتنفذ داخل العائلة. ودب الخلاف مع النظام الحاكم حينما بدأ والد خالد، والذي كان يلقب بالأمير الأحمر، يطالب بملكية دستورية. 
وحاول بعض كبار الشخصيات في الأسرة الحاكمة استدراج الأمير المنشق حتى يعود إلى السعودية، وذلك بهدف إسكاته. عرض عليه أحدهم حينما كان في زيارة رسمية إلى ألمانيا مرافقته في طائرته الخاصة، إلا أنه رفض القبول بالعرض. 
ومنحت السلطات الألمانية الأمير خالد اللجوء السياسي خلال شهرين من وصوله إلى ألمانيا، وذلك لأنهم كانوا يخشون أن يتعرض لعملية اختطاف. وأخبرته المخابرات الألمانية بأنه لا يمكن ضمان أمنه خارج ألمانيا، حتى لو سافر داخل الاتحاد الأوروبي. 
ويقول الأمير إنه على تواصل مستمر مع غيره من أمراء آل سعود، ويصف العائلة الحاكمة بأنها في حالة من الصدمة بسبب توقيف واعتقال وإهانة عدد من كبار الأمراء، ومنهم الأمير مقرن، أثناء حملة تطهير ضد الفساد أمر بها الملك سلمان وابنه محمد. 
وأضاف: “لقد كانت صدمة للعائلة بأسرها لأن شخصيات بارزة من داخل العائلة اعتقلت وعوملت بشكل مهين جداً. لقد كانت صدمة للعائلة كلها. والعائلة الآن تهتز مكانتها في أعين الناس، وما من شك في أن ذلك سيقوض من شرعيتها”.

أضف تعليقك

المزيد من سياسات دولية

الثلاثاء ٢٤ أكتوبر ٢٠١٧ - ١٠:٣٩

الحرس الإسباني يعتقل 22 قاصرا مغربيا بطريفة

الأربعاء ٠٤ مارس ٢٠٢٠ - ١١:١٩

أول وفاة تسجل في البلدان العربية بسبب “فيروس كورونا”

الأحد ٠١ أبريل ٢٠١٨ - ٠٨:٠٥

معرض اِستعادي اِحتفاءً بتجربة أحمد الشرقاوي

الأحد ١٩ نوفمبر ٢٠٢٣ - ٠٥:١٩

مفوض حقوق الانسان ينتقد “العنف المروع” الذي تمارسه اسرائيل في غزة