إفادة
إفادة
الثلاثاء 10 يوليو 2018 - 10:17

أستاذ جامعي يواجه التلاعب بالامتحانات في كلية الآداب عين الشق

لم يكن كمن تلقى طعنة غدر ماحقة فتراخت أعضاؤه وصمت، بل ظل، دائما، يبحث بهمة الشجعان عن هؤلاء الجالسين خلف الزر ليعيثوا فسادا في “أخلاقيات” الجامعة والقوانين التي تنظمها.
فقد سبق للأستاذ حسن حلمي أن اتهم إدارة كلية الآداب بـ “التلاعب في نتائج امتحانات الفصل السادس من شعبة الدراسات الإنجليزية برسم الدورة الثانية من الموسم الدراسي 2017″؛ وهو الاتهام الذي أثبته بالوقائع والمستندات، وكان موضوع مراسلات إلى رئاسة الجامعة، وإلى التعليم العالي والبحث العلمي.
ويعود أصل المشكل، آنذاك، إلى تسجيل أستاذ الدراسات الإنجليزية غياب ما يقرب من ثلث الفوج الذي يدرسه أثناء إجراء الامتحان النهائي للوحدة، قبل أن يكتشف أن مجموع الطلبة الغائبين، وعددهم 42 طالبا، قاموا بتغيير الفوج دون القيام بإجراءات إدارية، وأجروا الامتحانات ضمن مجموعة أخرى.
لقد اقتضى ذلك من الوزارة الوصية النظر في هذا الاختلال “البين” والخروج عن “قوانين الجامعة” ونظام “الاختبارات”، عبر إرسال إحدى اللجان المختصة التي حلت بالكلية بغاية إرجاع الأمر إلى نصابه. ولقد التزمت إدارة الكلية أمام اللجنة بالقطع مع ما سلف من تجاوزات، خصوصا فيما يتعلق بالتسجيل والامتحانات. غير أنها لم تف بكل ما التزمت به أمام اللجنة، حيث قامت بتنظيم ما يسمى امتحانات ’’الدورة الصيفية‘‘ بعد أشهر من موعدها المفترض ، ليكتشف الأستاذ بعد ذلك أن طلبة كان يفترض أن يمتحنهم هو قد تم إنجاحهم دون علمه. كما ظلت الإدارة متشبثة بعادتها في تجاهل كل الطلبات التي يقدمها الأستاذ قصد إحالة الطلبة الذي تم ضبطهم في حالة غش على المجلس التأديبي.
وها هي إدارة الكلية تعيد الكرة مجددا، وذلك عبر تحريك فيالقها وخلاياها “النائمة” ضد الأستاذ حلمي الذي أسفرت نتائج امتحانه في مادة الشعر عن 149 صفرا من بين 182 طالبا اجتازوا امتحان الفصل الخامس. ولم يتمكن سوى سبعة طلبة من الحصول على نتائج تتراوح ما بين 10 و16.
وتلبية لطلب من رئيس الشعبة، أنجز الأستاذ تقريرا مفصلا عن النتائج المحصل عليها أوضح فيه الأسباب التي كانت وراء تلك النتائج الكارثية، من بينها أن الأوراق الفارغة، وشبه الفارغة التي لا يتجاوز عدد كلماتها 130 كلمة، وتفشي الأخطاء اللغوية والتراكيب المهلهلة، وشيوع الأخطاء النحوية والإملائية، والنقل الصراح، ونسخ النص المراد تحليله… إلخ.
فماذا تريد إدارة الكلية من أستاذ معزز بنزاهته الأكاديمية والفكرية، ولا يؤمن بمقولة “التعاون مع الطلبة والتغاضي عن ضعفهم المعرفي”، وبكل أشكال الاستسهال التي أدت بالتعليم الجامعي إلى الكارثة؟ هل تريد منه “إغماض العين” عن ذلك الفقر المعرفي الذي بدأ يغرق فيه طلاب الجامعات؟ هل تريد منه أن يمنح الراسبين نقطا لا يستحقونها؟ هل تريد منه المساهمة في الدفع بالعجلة المنفجرة دون الرجوع إلى ضميره المهني؟
ليس هذا فحسب، فقد سارعت إدارة الكلية إلى عقد مجلس الكلية، وحاولت أن تستصدر خلسة قرارا بإعادة تصحيح أوراق الاختبارات، حتى دون إخبار رئيس الشعبة، الذي رفض هذا القرار غير القانوني رفضا قاطعا، ودون إخبار الأستاذ حلمي المعني المباشر بالتنقيط.
والملاحظ، أن مجلس الكلية انعقد بعدما قام مسؤولون إداريون بتحريض الطلبة والدفع بهم إلى تقديم شكاوى مكتوبة ضد الأستاذ حلمي، وتجنيد إحدى الطالبات (أ. ي)، التي حصلت على نقطة الصفر من أستاذ آخر!، فضلا عن تجنيد الطالب (م. ز) الذي يدرس في فوج آخر لا علاقة له بالأستاذ. وقد قامت الإدارة بعد ذلك بتعليق الامتحان الاستدراكي في مادة الشعر دون موجب حق، ودون إخبار الأستاذ بذلك. وبعد مرور أكثر من شهر قام الطلبة بمكاتبة الشعبة معبرين عن قبولهم للنقاط المحصل عليها في الدورة الأولى، ومطالبين بالسماح لهم باجتياز الدورة الاستدراكية، وأمام موقف الشعبة وموقف الطلبة، أُرغمت الإدارة على برمجة هذه الدورة في بداية شهر ماي أي بعد مرور أكثر من شهرين على موعدها المفترض. 
إن هذا التحريض “الإداري” المخدوم، الذي يحاول التشدق بما يسمى ’’مصلحة الطلبة‘‘، يوضح على نحو مكشوف الاستهداف الذي يطال الأستاذ حلمي الذي سيحال مطلع هذه السنة على التقاعد برأس مرفوعة، وبضمير مرتاح، فهو لم يساوم ولم يهادن، بل ظل ثابتا في مواقفه المناهضة للارتجال وسوء التدبير، وكل مظاهر الفساد، والتجهيل والتضليل. كما أن مثل هذه الممارسات التي لا تليق بالمجال الأكاديمي تنم عن أن كلية عين الشق ليست بخير، وأن الكشف عما يجري في الخفاء كفيل بتبديد ما يروج له تحت مسمى’’ الإصلاح الجامعي‘‘. 
فهل تتدخل الوزارة الوصية مرة أخرى وتكلف لجنة للتحقيق في هذه التجاوزات المتواصلة؟

التعاليق

المزيد من مجتمع

تلفزيون الموقع

تابع إفادة على:

تحميل التطبيق