الأثنين 25 يونيو 12:06
13603
أُعيد انتخاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيسا لتركيا مع سلطات معززة بفوزه منذ الدورة الاولى على معارضة قوية في الاقتراع الرئاسي والتشريعي أمس الأحد.
وفاز أردوغان المهيمن على السلطة في تركيا منذ 15 عاما بولاية رئاسية جديدة من خمس سنوات وتوجه ليل الاحد الاثنين الى مؤيديه بكلمة أمام مقر حزبه الاسلامي المحافظ “حزب العدالة والتنمية” في أنقرة.
وقال اردوغان “الفائز في هذه الانتخابات هو الديموقراطية والرغبة الوطنية. الفائز في هذه الانتخابات هو كل واحد من مواطنينا البالغ عددهم 81 مليون نسمة”.
وأعلنت السلطات الانتخابية في وقت مبكر الاثنين أن أردوغان حصل على الغالبية المطلقة من الأصوات ما يتيح إعادة انتخابه من الدورة الأولى أمام منافسه القوي محرم إينجه.
وفرض أردوغان نفسه كأقوى قيادي منذ عهد مؤسس الجمهورية التركية كمال أتاتورك. وشهد عهده مشاريع بنى تحتية عملاقة وحرية في العبير عن المعتقدات الدينية، كما كانت أنقرة لاعبا دبلوماسيا أساسيا.
لكن معارضيه يتهمون أردوغان البالغ من العمر 64 عاما بالميل نحو الاستبداد خصوصا منذ 15 يوليوز 2016 إثر محاولة انقلاب أعقبتها حملات للنظام ضد قطاعات عريضة من المعارضة والصحافيين وأثارت قلق أوروبا.
ويشكل فوزه في انتخابات الاحد تكريسا أكبر لسلطته إذ تنتقل البلاد الآن من نظام برلماني إلى رئاسي تتركز فيه غالبية السلطات التنفيذية بيد الرئيس، وذلك بموجب استفتاء أجري العام الماضي.
وأوردت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أن أردوغان حل في المقدمة بحصوله على 52,5 في المئة بعد فرز 99 في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، في وقت حصل التحالف الذي يقوده “حزب العدالة والتنمية” بزعامة أردوغان على 53,61% في الانتخابات التشريعية.
وحل منافسه الرئيسي محرم إينجه ثانيا مع 30,7% من الأصوات، في وقت حصل التحالف النيابي المعارض لأردوغان والمؤلف من أحزاب معارضة عدة على 34% من الأصوات في الانتخابات التشريعية، بحسب نتائج أوردتها الاناضول.
وأعلن محرم اينجه أنه “يقبل” بهزيمته داعيا الرئيس التركي لأن يكون رئيسا لجميع الاتراك.
وصرح مرشح حزب الشعب الجمهوري في مؤتمر صحافي في انقرة “أقبل بنتائج هذه الانتخابات”، وقد حل فيها في المرتبة الثانية بعدما خاض حملة نشطة استقطب فيها حشودا غفيرة من المؤيدين.
وقال مخاطبا إردوغان “توقف من الآن فصاعدا عن التصرف بصفتك الأمين العام لحزب العدالة والتنمية (الحاكم)، يجب أن تكون رئيسا لـ81 مليون تركي”.
وتمكن إينجه خلال حملته كمرشح لحزب المعارضة الرئيسي في تركيا، من فرض نفسه في موقع الخصم الرئيسي لأردوغان وحصل بحسب وكالة الأناضول الرسمية على حوالى 31% من الأصوات، بفارق كبير عن الرئيس المنتهية ولايته الذي فاز منذ الدورة الأولى.
وانتقد التعديل الدستوري الذي دفع إردوغان باتجاهه والذي يعزز بصورة كبيرة الصلاحيات الرئاسية، وهو تعديل دخل حيز التنفيذ، معتبرا أن تركيا انتقلت إلى “نظام متسلط”.
وإن أقر بأنه حدد هدفا لنفسه إحراز “35% من الأصوات”، إلا أنه أشار إلى أن النتيجة التي حققها هي الأعلى لحزب الشعب الجمهوري “منذ 41 عاما”.
واعتبر من جهة أخرى أنه كان بإمكانه إرغام أردوغان على خوض دورة ثانية “لو حصل مرشحو المعارضة الآخرون على المزيد من الأصوات”.
وتجمع الالاف من أنصار أردوغان خلال المساء حول مقر الرئيس في اسطنبول وهم يغنون ويلوحون بالاعلام.
وقالت هندان بوزتوي التي أتت مع ابنتها لتحتفل بالفوز “كنا نعلم بنسبة 100% باننا سنفوز، اردوغان هو بطلنا”، مضيفة أن “النتائج لن تتغير، فمنذ 16 عاما أردوغان هو دائما من يفوز ونحن وراءه كأمّة”.
وعلقت خبيرة الشؤون التركية لدى مركز الدارسات الدولية في كلية العلوم السياسية في باريس جنى جبور ان “فوز اردوغان دليل دون شك على شعبيته الكبيرة بين الناخبين وخصوصا المحافظين في المناطق الريفية في الأناضول وإشارة على قدرته على الصمود في وجه معارضة موحدة”.
وسعى أردوغان إلى تهيئة كل ظروف نجاح مخططه عبر الدعوة الى هذه الانتخابات اثناء فترة الطوارىء وأكثر من عام قبل موعدها المقرر، لكنه فوجئ بصحوة للمعارضة صاحبها تدهور في الوضع الاقتصادي.
وشكلت أحزاب معارضة تتبنى مبادىء متباعدة مثل حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي ديموقراطي) و”حزب الخير” (يمين قومي) و”حزب السعادة” (إسلامي محافظ) تحالفا “معاديا لإردوغان” غير مسبوق لخوض الانتخابات التشريعية، بدعم من حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للقضية الكردية، معتبرة هذه الانتخابات الفرصة الأخيرة لوقف اندفاعة إردوغان نحو سلطة مطلقة.
وتمكن اينجه من فرض نفسه في موقع المنافس الرئيسي مستقطبا الجماهير في كل انحاء البلاد.
وقدم اردوغان النظام الرئاسي الجديد على أنه ضرورة للبلاد ليكون هناك سلطة تنفيذية مستقرة لكن معارضيه يتهمونه بالعسي إلى احتكار السلطة من خلال هذا التعديل الذي يلغي خصوصا منصب رئيس الحكومة ويتيح للرئيس الحكم من خلال إصدار مراسيم.
وشهدت الحملة الانتخابية تغطية اعلامية غير متوازنة تماما لصالح اردوغان الذي كانت قنوات التلفزيون تبث كل خطبه بالكامل.
وأجبر مرشح حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرتاش على خوض حملته من السجن حيث يقبع منذ 2016 بتهمة قيامه بأنشطة “إرهابية”.
وكشفت نتائج جزئية ان دميرتاش حصل على نحو 8% من الاصوات وان حزبه تجاوز عتبة الـ9% المحددة على المستوى الوطني ما يتيح له الحصول على مقاعد في البرلمان.
وأثيرت مخاوف بشأن التزوير خصوصا في مناطق جنوب شرق تركيا حيث تقطن غالبية كردية. وندد المعارضون الذين نشروا الكثير من المراقبين بحدوث مخالفات خصوصا في محافظة شانلي أورفا.
Warning: Undefined variable $postData in /home/ifada/public_html/wp-content/themes/NewsPaperOne-Light/template-parts/content/content-single.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on null in /home/ifada/public_html/wp-content/themes/NewsPaperOne-Light/template-parts/content/content-single.php on line 55
Warning: Attempt to read property "ID" on null in /home/ifada/public_html/wp-content/themes/NewsPaperOne-Light/template-parts/content/content-single.php on line 55
أضف تعليقك