إفادة
إفادة
الأحد 07 أكتوبر 2018 - 10:34

أذربيجان ومئوية التأسيس (1918-2018) – الجمهورية الديمقراطية الأولى في الشرق الإسلامي

أحمد محمود – القاهرة

يتناول الكتاب في 140 صفحة تاريخ تأسيس حمهورية أذربيجان ومساحتها وثرواتها، وأبرز المحطاتِ التاريخية والسياسية والاقتصادية التي مرت بها أذربيجان منذ استقلالها، كما يلقى الكتاب الضوء على أبرز التحديات التي واجهت الدولة الأذرية، وأهم الإنجازات التي حققتها، كمحاولة لتقديم تجربتها في التحول الديمقراطى والتنمية الاقتصادية، وكفاحها في سبيل حصولها على استقلالها الأول، عام 1918، حيث وقعت في هذه الفترة مذبحة 31 مارس 1918 على يد “استيفان شاوميان” وهو بلشفي من أصل أرميني من حزب الطاشناك، وكان قد  أصدر تعليمات لعناصر حزبه بالهجوم على المسلمين في أذربيجان وإعمال القتل فيهم، واستمرت المذبحة لمدة ثلاثة أيام راح ضحيتها حوالي 50 ألف قتيل، واعتبرت أذربيجان يوم الحادي والثلاثين من مارس يوم حداد وطني في البلاد.

 ويروي الكتاب كيف نجح رجال الدولة الأذرية آنذاك في تحقيق الاستقلال، ويروى الكتاب أيضاً  قصة إنشاء الجمهورية الأذرية حيث أعلن المجلس الوطني الأذربيجاني في الثامن والعشرين من مايو عام 1918 برئاسة محمد أمين رسول زاده، استقلال أذربيجان، وتم إعداد دستورها المبني على الحقوق المتساوية، وتأسيس البرلمان الأذربيجاني البالغ عدد أعضائه 120 عضوًا، ممثلين عن الأحزاب المتعددة “حزب المساواة، الاتحاد، الأحرار، المستقلين، الاشتراكيين، الأرمن، الطاشناك…وغيرها من الأحزاب التي نشأت في ذلك الوقت” حيث جرى تمثيل كافة الكيانات السياسية والقومية والأعراق الرئيسة الأذرية في البرلمان الوطني، لتتمتع  أذربيجان منذ وقت مبكر بتعددية  حزبية ونظام برلماني متعدد القوميات، كما يروى الكتاب قصة تأسيس الجيش الوطني الأذري على أسس عسكرية حديثة، في السادس والعشرين من، بواسطة عدد من الوطنيين الأذربيجانيين أمثال  سمد بك مهمانداروف، علي آغا شيخلنسكي، حسين خان ناختشوانسكي، إبراهيم آغا أوسوبوف، كاظم قاجار، جواد بك شيخلنسكي، حبيب بك سليموف… وغيرهم، حيث لعبوا دورًا كبيرًا في تشكيل قوات الدفاع الوطني، وإعداد الكوادر المتخصصة وتدريبهم، حيث وصل عدد الأفراد العسكريين إلى مايقرب من أربعين ألفً شخص، وقد تمكن الجيش الوطني بقيادة هؤلاء القادة السالف ذكرهم من تطهير مدينة باكو والمدن الأخرى من احتلال العصابات المسلحة للطاشناك الأرمن، وجاء في “بيان الاستقلال” أن أذربيجان ينبغي لها أن تنشئ قوات مسلحة خاصة بها من أجل الدفاع عن نفسها من تدخلات خارجية. وتم تأسيس وزارة الحرب الأذربيجانية بتوظيف السيد خوسو بيك سلطانوف كأول وزير دفاع أذربيجاني في الأول من أغسطس 1918، وتمكن الجيش الوطني خلال مدة قصيرة بالتعاون مع الجيش الإسلامي القوقازي للدولة العثمانية من تحرير باكو، ولكن بعد غزو روسيا السوفييتية لأذربيجان عام 1920م ألغيت وزارة الحرب مع إعدام 15 جنرالا للجيش الوطني رميًا بالرصاص من قبل البلاشفة.

يشير الكتاب أيضاً إلى الدور الذي لعبته الشخصيات البارزة للقادة الأذريين، ، سواء في فترة الاستقلال الأولي للدولة (1918-1920)، والتي تزعمها محمد أمين رسول زاده، مؤسس أذربيجان الديمقراطية، وفتح علي خان خويسكي، أول رئيس لحكومة أذربيجان الشعبية، وعلي مردان بك توبجوباشوف، رئيس البرلمان آنذاك، ثم يتطرق الكتاب إلي مرحلة الاستقلال الثاني لأذربيجان في عام 1991؛ ودور حيدر علييف، ثم الرئيس الحالي إلهام علييف.

كما يشير الكتاب إلى أن أذربيجان تقع في موقع مهم من طريق الحرير الجديد الذي تدشنه الصين،  وأنها دشنت حديثاً جزءًا منه، وهو خط سكة حديد (باكو – تبليسي – قارص) ، حيث يمتد على طول 846 كيلومترًا عبر أذربيجان وتركيا وجورجيا ويربط بين أوروبا والصين، و قد وصلت تكلفة المشروع إلى ما يقرب من اربعة مليارات دولار، ومن المتوقع أن ينقل هذا الطريق سبعة عشر مليون طن من البضائع، مضيفًا أن الإجراءات الاقتصادية في أذربيجان رفعت حجم استثماراتها خلال الفترة من (2003 : 2017) مائتين وواحد وثلاثين مليار دولار نصفها استثمارات أجنبية والباقي محلية

التعاليق

اكتب تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

المزيد من ثقافة وفنون

تلفزيون الموقع

تابع إفادة على:

تحميل التطبيق